عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني جلسة لتبادل الخبرات مع القطاع الخاص من أعضاء المنتدى وأصحاب العلاقة للحديث عن مشاريع المسؤولية الاجتماعية للشركات في الأردن وكيفية تطويرها لتصب في الأولويات الوطنية، حيث تم استضافة عدد من المؤسسات المجتمعية والمبادرات الوطنية للحديث عن انجازاتهم وأثر مشاريعهم على المجتمع، بالإضافة الى الاستماع الى مقترحات وتوصيات القطاع الخاص لضمان ديمومة أثر واستدامة مشاريع المسؤولية الاجتماعية على جميع الأصعدة.

 وأشارت السيدة نسرين بركات، المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني أن هذا اللقاء يأتي انطلاقاً من ثلاثة مبادئ يؤمن بها المنتدى، مشيرة إلى أن رسالة المنتدى منذ التأسيس هي تعظيم مساهمة القطاع الخاص في التنمية الشاملة المستدامة في الأردن، وهذه التنمية لن تكون دون وجود قطاع خاص قوي وناجح، يؤمن إيماناً كاملاً بالمسؤولية الاجتماعية لموظفيه وللمجتمع والبيئة على حد سواء، مضيفة أن منتدى الاستراتيجيات الأردني خلال سعيه لتحقيق غاياته وأهدافه يتمسك بمنظومة من القيم والتي تشكل الطابع العام للمنتدى، وأحد أهم هذه القيم هي المسؤولية الاجتماعية، حيث يكون المنتدى مسؤول اجتماعياً، يؤثر إيجابياً في المجتمع المحلي الأردني، ينشر ويرسخ مبادئ ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية بين كافة أعضائه من القطاع الخاص. وقالت بركات أن المنتدى يرى أن توجيه جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات لتصب في الأولويات الوطنية هي ضرورة قصوى، لتعظيم الأثر الإيجابي لهذه الجهود، وضمان شمول أكبر شريحة من المستفيدين من هذه المشاريع.

وتم خلال اللقاء الاستماع الى جهود "جمعية همتنا" حيث تحدثت الدكتورة فادية سمارة، رئيسة الجمعية حول مشاريع الجمعية لتعزيز حقوق المرضى من جميع افراد المجتمع بالحصول على الرعاية الصحية المناسبة بكرامة ودون تمييز وذلك من خلال اعادة تأهيل وتجهيز مراكز الرعاية الصحية في القطاع الصحي الحكومي وتوفير بيئة أمنة للمرضى ومن ثم العمل مع وزارة الصحة والشركاء المعنيين لتطوير الخدمات الصحية في تلك المراكز واستدامتها، مشيرة إلى قصة نجاح اعادة تأهيل مركز السرطان في مستشفى البشير، والعمل الجاري حاليا لإعادة تأهيل وتجهيز خمسة وعشرين مركز صحي شامل في مختلف أنحاء المملكة لتطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية.

 من جانبها تحدثت السيدة نسرين قطامش، المدير العام لمؤسسة الحسين للسرطان، عن أبرز عوامل نجاح مؤسسة ومركز الحسين للسرطان وهي كل من الحوكمة الرشيدة والإدارة الكفؤة، والأنظمة الواضحة للعمل والتخطيط والمتابعة والتقييم، بالإضافة إلى وجود هوية متميزة للمؤسسة، وبرامج متنوعة ومبتكرة، مبينة أن المؤسسة تسعى دائماً لتوسيع قاعدة شراكاتها والتشبيك مع مختلف القطاعات لترك الأثر الأكبر وإحداث التغيير المطلوب. وفي هذا السياق، أكدت قطامش أن الشفافية والمساءلة والتواصل المباشر مع الشركاء والمتبرعين وتقديم التقارير اللازمة لهم، والتدقيق الداخلي والخارجي تعتبر من أهم ما يميز الحوكمة الرشيدة التي تتمتع بها  المؤسسة.

 كما قام مدير إدارة التواصل المجتمعي في مؤسسة ولي العهد السيد أحمد الزعبي بالحديث عن محور الاستدامة لعمل "منصة نوى" المنصة الوطنية للأثر المجتمعي و"منصة نحن" المنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب أهمية التركيز على استدامة الأثر للمشاريع واستدامة الموارد اللازمة لتنفيذها، بالإضافة الى "مجلس الأثر المجتمعي" والذي يهدف الى توفير مساحة للشركات الرائدة في مجال المسؤولية المجتمعية لمشاركة تجاربهم وأفضل الممارسات. كما أكد على ضرورة وجود معايير موحدة لقياس الأثر الناتج من نشاطات للمسؤولية المجتمعية للشركات، مشدداً على أهمية شمولها بالتقارير السنوية لتعزيز الشفافية وتعظيم الفائدة لكافة مكونات المجتمع.

 وقد قام المشاركون من أعضاء المنتدى بالحديث عن أعمالهم المؤسسية والقائمة في مجال المسؤولية الاجتماعية. كما تطرقوا إلى تجاربهم حول ادارة المشاريع التنموية والاجتماعية في مختلف القطاعات مؤكدين على أهمية تعزيز دور الشراكات لمواجهة التحديات الوطنية القائمة وضمان توفير أفضل الخدمات لجميع فئات المجتمع. كما شدد المشاركون على أهمية وضع إطار وطني مشترك يضمن تحقيق الاستدامة في مشاريع المسؤولية الاجتماعية. بالإضافة إلى انشاء مرصد وطني لقياس أثر مشاريع المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتوفير منصة للتنسيق وتبادل المعرفة، وقاعدة بيانات حول الأولويات الوطنية، ومؤسسات المجتمع المحلي ومشاريعهم التي تحتاج الى دعم لتكون مرجعية للشركات الداعمة.