منتدى الاستراتيجيات الأردني يستضيف رئيس هيئة الاستثمار في جلسة حوارية
2016-10-13
منتدى الاستراتيجيات الأردني يستضيف رئيس هيئة الاستثمار في جلسة حوارية
عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني يوم الخميس 13/10/2016 جلسة حوارية لأعضاء المنتدى وأصحاب الأعمال مع رئيس هيئة الاستثمار عطوفة ثابت الور بعنوان "الاستثمار في الأردن والفرص المتاحة"، وذلك ضمن سلسلة لقاءات "حوار على إفطار" التي يعقدها المنتدى بشكل دوري مع أصحاب القرار والمعنيين لمناقشة أهم المستجدات والقضايا الاقتصادية، حيث كانت الفعالية برعاية بنك الأردن دبي الإسلامي.
وفي كلمة لعطوفة ثابت الور – رئيس هيئة الاستثمار – أكد ان هيئة الأستثمار أنشأت بناءً على رؤى ملكية سامية بهدف تسهيل كافة الاجراءات على رجال المال والاعمال حيث تم دمج كافة المؤسسات المعنية بجذب وتشجيع الاستثمار و ترويج الصادرات وذلك وفق قانون الاستثمار لعام 2014، وقال انه وبموجب قانون الاستثمار تم صدور العديد من الانظمة الاستثمارية بهدف تسهيل الاجراءات على المستثمرين وتحفيز البيئة الاقتصاديه. كما أكد رئيس هيئة الاستثمار انه وبموجب قانون الاستثمار لعام 2014 تم انشاء النافذة الاستثمارية بهدف تسهيل الاجراءات على المستثمرين حيث تم رفد النافذة الاستثماريه بمفوضيين من كافة الوزارات والمؤسسات المعنية بالعملية الاستثمارية وتفويضهم بصلاحيات المرجع المختص بالموافقات المتعلقة بالتراخيص للمشاريع الاستثمارية، وأضاف ان هيئة الاستثمار وبالتعاون مع كافة الوزارات والمؤسسات تسعى للحصول على تفويض كامل للمفوضيين وهذا يأتي ضمن خطة عمل الهيئة المستقبلية.
اما فيما يتعلق بخطة عمل هيئة الاستثمار اكد الور ان مجلس الوزراء اقر استراتيجية ترويج الاستثمار للاعوام 2017 – 2019 والتي تهدف الى جذب وتشجيع الاستثمار المحلي والاجنبي والترويج للبيئة الاستثمارية و الفرص المتاحة وتقديم التسهيلات للمستثمرين وبناء قاعدة بيانات للمستثمرين المحليين والأجانب لتسهيل عملية التواصل معهم وتعريفهم بالفرص المتاحة مع سفاراتنا في الخارج، واشار الور الى مخرجات مؤتمر لندن وانعكاساته على الواقع الاقتصادي و الاستثماري في الاردن مع تدفق الدعم للخدمات الاساسية و تقليص قيمة احتساب القيمة المضافة على اشتراطات قواعد المنشأ واثر ذلك على تحسين مستوى التبادل التجاري مع دول الاتحاد الاوربي.
اما فيما يتعلق بالمناطق التنموية والحرة قال الور ان قرار الحكومة بالموافقة على دمج شركة تطوير المناطق التنموية الاردنية وشركة المناطق الحرة تحت مظلة شركة واحدة يهدف لتوحيد العمل في ظل التشابه في غايات كل من الشركتين فيما يتعلق بالتطوير وجذب الاستثمارات وقال ان عمل هذه الشركة يرتبط بهيئة الاستثمار حسب قانون الاستثمار لعام 2014 والذي ينظم الاحكام الخاصة في المناطق التنموية والحرة بالمملكة وكيفية تطويرها ووضعها في خدمة الاقتصاد الوطني ومراقبة تطبيقها ووضع الخطط والبرامج لتحفيز الاستثمار المحلي والاجنبي وترويجه وتنفيذه وتقديم كافة الحوافز الاستثمارية والتسهيلات اللازمة لاقامة المشاريع الاستثمارية داخل المناطق .
وعبر السيد غسان نقل عضو الهيئة الإدارية في منتدى الاستراتيجيات الأردني ومدير الجلسة الحوارية عن فخره بما وصل إليه المنتدى من المساهمة والتأثير الإيجابي في البيئة الاقتصادية في الأردن، من خلال الأبحاث والدراسات والمؤشرات التي أطلقها وكونه يعمل على تسليط الضوء على الاستثمار بشكل كبير وعوامل تمكينه في الأردن حيث أشار إلى أن مؤشر الازدهار الأردني الذي أطلقه المنتدى بين وبشكل واضح تأثير الاستثمار في الازدهار الشامل، بالإضافة إلى النتائج التي خرج بها المؤشر الأردني لثقة المستثمر والتي تشير إلى انخفاض ثقة المستثمرين بالرغم من المحاولات الجادة من قبل الحكومة لتشجيع الاستثمار في الأردن، وأكد نقل ضرورة التعاون وتوحيد الجهود ما بين القطاعين العام والخاص لتحفيز بيئة الاستثمار في الأردن.
و أشار عطوفة الدكتور عمر الرزاز - رئيس الهيئة الإدارية للمنتدى – أن التطور الكبير الذي يشهده العالم يحتم على الأردن أن يكون لديه سياسة صناعية واضحة تربط الصناعة بالخدمات الرئيسة التي ترفدها، بالإضافة إلى سياسة واضحة للتصدير تعطي الأولويات لمنتجات وسلع تزيد من قدرة الأردن التنافسية، حيث أكد أن على الأردن العمل بشكل جدي لتحويل الوضع القائم في الدول المجاورة إلى فرص تفتح المجال لخلق فرص عمل للأردنيين.
واستعرض د. الرزاز في هذا النطاق المنهجية التي يمكن اتباعها لزيادة الصادرات الأردنية والتي ينتهجها منتدى الاستراتيجيات الأردني مستفيدا من نظرية تم وضعها بتعاون من جامعتي هارفارد و MIT المسماة بــ "تحليل فضاء المنتجات"، والتي تحلل بكافة التفاصيل كل منتج والعلاقة التي تربطه بالمنتجات الأخرى، وكيف ان تصنيع منتجات معينة يخلق حاجة إلى تصنيع منتجات أخرى، إذ تكمن أهمية "تحليل فضاء المنتجات" بأنها توفر معلومات كاملة عن السلع والخدمات وإمكانية تصنيع الدولة لمنتجات وسلع أخرى وذلك بناء على معطيات علمية من قاعدة بيانات عالمية.
وأشار د. الرزاز أن منهجية "تحليل فضاء المنتجات الأردنية" التي يعمل عليها المنتدى لتحليل المنتجات الأردنية تعتمد على ثلاثة معايير وهي قرب كل منتج من الآخر وبالتالي القدرة والمعرفة لتصنيعه، ودرجة التطور وهو معيار يحدد قدرة المنتج على المساهمة في تطوير سلة المنتجات الأردنية وبالتالي تزيد من مؤشر التعقيد الاقتصادي للأردن حيث يحتل الأردن حاليا المرتبة 67 على العالم وذلك لما لازدياد هذا المؤشر من انعكاس مباشر في توقع قدرة الاقتصاد الأردني على النمو وبالتالي ازدهار الدولة ومواطنيها ، وآخر المعايير هو الترابطية والتي تعكس الفرص الجديدة التي يمكن فتحها اذا ما اتجهت الأردن لهذه المنتجات الجديدة. إذ أظهر التحليل الذي عمل عليه منتدى الاستراتيجيات للأردن أن هناك 234 سلعة في قطاعات مختلفة يجب أخذها بعين الاعتبار والنظر إلى العوامل والمتطلبات التي ستساعد الأردن على إنتاجها، حيث أظهر تحليل المنتدى أن على الأردن التركيز على 30 سلعة منها، كما أشار الدكتور الرزاز أن ما كان ملفتاً للنظر وخلال التحليل بأن دولة الإمارات هي المصدر الأول لمعظم هذه السلع مما يشبر أن الإمارات لربما استخدمت "تحليل فضاء المنتجات" قبل سنوات وتمكنت من تطبيق نتائج التحليل على أرض الواقع.
وفي نهاية حديثه أشار د. عمر الرزاز إلى أنه إذا ما قمنا بتطبيق هذه المنهجية في الأردن سنبدأ بالتقاط ثمارها بشكل جدي وسوف يأخذ الأردن نصيبه من هذا التحول العالمي.
كما استعرض الباحث في منتدى الاستراتيجيات بشار الشناق نتائج تحليل فضاء المنتجات الذي قام به المنتدى، بحيث تناول قطاع الآلات وبعض منتجاته كمثال على الفرص المتاحة أمام الصناعات الأردنية، ومشيراً إلى أن الأردن يمتلك المعرفة لتصدير بعض المنتجات في قطاع الآلات إلا أنه لا يساهم في تصديرها بشكل كاف، وأشار الى الفرص المتاحة والتي يجب على الأردن اقتناصها في جميع القطاعات، كما تحدث عن أهمية البناء على نتائج هذا التحليل والتعاون ما بين مختلف الهيئات الحكومية والخاصة لتحقيق غايته المتمثلة بتطوير سلة الصادرات الأردنية. حيث سيقوم المنتدى بنشر جميع نتائج التحليل في شهر نوفمبر 2016.
هذا وتم خلال الفعالية توقيع مذكرة تفاهم ما بين هيئة الاستثمار ومنتدى الاستراتيجيات الأردني لتعزيز أطر التعاون المشترك في العديد من المجالات، وأعربت المهندسة هالة زواتي المدير التنفيذي للمنتدى عن مدى تقديرها وسعادتها بالتعاون مع هيئة الاستثمار ومؤكدة على أهمية تضافر الجهود للارتقاء والوصول إلى الغاية التي يرجوها جميع الأطراف من الاستثمار في الأردن وأشارت الى أن التعاون سيركز على مجال الدراسات والمسموحات وتبادل المعلومات والعمل على تحليل فضاء المنتجات الأردنية بالإضافة إلى التعاون في المجال الإعلامي والتعاون على تطوير مؤشرات للأداء لموازنة هيئة الاستثمار لتتماشى مع منهجية "الموازنة الموجهة بنتائج الأداء"، كما سيساهم المنتدى بحسب مذكرة التفاهم بمراجعة وتقييم الاجراءات والأنشطة المنصوص عليها في استراتيجية الترويج المقررة للهيئة، والمساهمة في تقييم أثر السياسات الاستثمارية التي تنتهجها الهيئة وخصوصاً القرارات المتعلقة بتحفيز القطاعات الاقتصادية.
وتخللت الجلسة الحوارية التي أدارها السيد غسان نقل أسئلة وأجوبة حول الأطر القانونية والتسهيلات التي تقدم للمستثمرين في الأردن وبعض المقترحات التي تهدف إلى تشجيع الاستثمار وتجاوز معيقاته في الأردن.
ومن الجدير بالذكر أن منتدى الاستراتيجيات الأردني هو جمعية غير ربحية تسعى إلى مشاركة القطاع الخاص في حوار بناء حول الأمور الاقتصادية والاجتماعية التي يعنى بها المواطن الأردني ويجمع المنتدى 67 مؤسسة وشركة رائدة وفاعلة من القطاع الخاص الأردني، إضافة إلى أصحاب الرأي والمعنيين بالشأن الاقتصادي؛ بهدف بناء تحالف يدفع نحو استراتيجيات مستدامة للتنمية، ورفع مستوى الوعي في الشؤون الاقتصادية والتنموية، وتعظيم مساهمة القطاع الخاص في التنمية الشاملة. ويهدف المنتدى إلى توفير مساحة شاملة للحوار والبحث الموضوعي القائمَيْن على الأدلة والبراهين وزيادة الوعي والمشاركة في صنع القرار الاقتصادي، وتعزيز مستقبل الاقتصاد الأردني إضافةً إلى تطبيق المُمارسات والمفاهيم الاقتصادية الفضلى، وتشجيع الاستخدام الأمثل للموارد الوطنية.
العرض التوضيحي الذي قدمه منتدى الاستراتيجيات الأردني عن فضاء المنتجات الأردني