منتدى الاستراتيجيات الأردني يستضيف معالي الدكتور زياد فريز
2020-04-18
محافظ البنك المركزي في ندوة لمنتدى الاستراتيجيات الأردني: الأردن سيوفر 50% من القيمة الاعتيادية لفاتورة النفط نجاعة سياسة ربط الدينار بالدولار وسلامة الجهاز المصرفي والحفاظ على الودائع اهم اولوياتنا قال محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز بأن الجهاز المصرفي الأردني قوي ومتين، كما تعكس ذلك مؤشرات السلامة المصرفية المرتفعة وبأنه يتمتع بالمنعة الكافية لتجاوز التداعيات المصاحبة للأزمة. واوضح أن البنك المركزي الأردني لدية مجموعة واسعة ومتنوعة من الأدوات المتاحة للاستخدام عند الحاجة، موضحا أن البنك لم يستخدم بعد كافة هذه الأدوات، وأنه قادر على احتواء أية آثار ناجمة عن التطورات المختلفة للأزمة الحالية. وفي هذا السياق، بين فريز بأن الوضع النقدي للمملكة مستقر ومطمئن حيث قال بأن توقعات البنك المركزي تشير إلى بقاء عجز ميزان المدفوعات عند مستويات منخفضة ومقبولة بعد أن حقق انخفاض ملموسا خلال عام ٢٠١٩، كما بين بأن هنالك مستوى صحي من الودائع لدى الجهاز المصرفي مكنته من استمرار التوسع في عمليات الإقراض وتمويل النشاط الاقتصادي بكلف مقبولة، مشيراً إلى كفاءة سياسة ربط الدينار بالدولار منذ عام ١٩٩٥ وان سعر الصرف تمثل الركيزة الاسمية للسياسة النقدية. وأوضح فريز بأن هنالك خيارات متعددة للأردن للحصول على منح وقروض إضافية ميسرة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إذ كشف فريز عن احتمال حصول الأردن على قرض إضافي بقيمة 400 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، بالإضافة للحصول على ١٤٠ مليون دولار من أصل ١٣٠٠ مليون دولار قيمة التمويل الممنوح ضمن برنامج التسهيل الممتد، والحصول كذلك على المنحة اليابانية بقيمة 100 مليون دولار. وفي هذا السياق، أضاف فريز بأن صندوق النقد الدولي يتفهم الظروف التي يمر بها الأردن حالياً نتيجة أزمة كورونا حيث يتبنى الصندوق نهجاً مسانداً للأردن وكشف فريز عن ان الصندوق طلب من الدول المانحة مساعدة الأردن. وأكد فريز على أنه يجب استغلال هذه المرحلة في إعادة ترتيب أولويات الإنتاج بما يعزز مبدأ الاعتماد على الذات. إذ يجب التركيز على الصناعات التي يزداد عليها الطلب في هذه المرحلة ومرحلة ما بعد الأزمة بهدف تحفيز النمو الاقتصادي ودعم ميزان المدفوعات وتحسين رصيد المملكة من العملات الأجنبية. وأوضح بأن قرار البنك المركزي بتأجيل توزيعات أرباح البنوك المحلية مكن هذه البنوك من الاحتفاظ بسيولة إضافية تمكنها لاحقا من إعادة ضخها إلى السوق عن طريق تسهيلات مصرفية. وكان محافظ البنك المركزي استعرض اجراءات البنك المتخذة للتخفيف من آثار الأزمة على الأفراد والقطاعات الاقتصادية والتي تشمل تخفيض أسعار فائدة ادوات السياسة النقدية بواقع ١٥٠ نقطة اساس في شهر آذار، والسماح للبنوك بتأجيل الأقساط والفوائد على قروض الأفراد والشركات والسماح بإعادة هيكلة وجدولة القروض للجهات المتضررة من الأزمة دون أن يترتب على ذلك أية اسعار فائدة أو تكاليف اضافية، فضلا تحرير سيولة نقدية ستكون متاحة للأقراص وبحجم بلغ ٥٠٠ مليون دينار مليون دينار وتخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي على الودائع من ٧% إلى 5% مما نجم عنه تحرير سيولة تقدر بنحو ٥٥٠ مليون دينار. يضاف إلى ذلك إطلاق البرنامج الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بقيمة ٥٠٠ مليون دينار بضمانة الشركة الأردنية لضمان القروض (٨٥%). وتخفيض سعر الفائدة على الأقراص ضمن برنامج البنك المركزي لتمويل القطاعات الاقتصادية إلى نصف نقطة مئوية خارج العاصمة ونقطة مئوية للمشاريع في العاصمة وذلك للتمويل القائم ضمن البرنامج وللتمويل الجديد، وزيادة الحد الأعلى لتمويل المشروع الواحد من ٢مليون دينار إلى ٣ مليون دينار مع الإبقاء على سقف ٤ مليون دينار لمشاريع الطاقة المتجددة. يضاف إلى ذلك زيادة مدة التسديد إلى ١٠ سنوات لكافة المشاريع الممولة ضمن البرنامج مع فترة سماح مدتها سنتان، وشمول قطاع الصادرات ضمن القطاعات المستفيدة من البرنامج، والسماح بتمويل النفقات التشغيلية، بما فيها الرواتب لكافة المشاريع التي تمولها البنوك عبر البرنامج. وكان منتدى الاستراتيجيات الأردني قد استضاف محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز في لقاء حواري عبر تقنية الاتصال المرئي لمناقشة آخر التطورات الاقتصادية لأزمة كورونا واستجابة البنك المركزي السريعة والمبكرة للتعامل مع هذه الأزمة، بالإضافة إلى البرنامج الوطني لتمويل القطاعات الاقتصادية المعمول به قبل الازمة والبرنامج الوطني الجديد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبخاصة التي تأثرت بأزمة كورونا والمضمون من الشركة الأردنية لضمان القروض وبنسبة تصل إلى ٨٥ بالمئة. واقيمت الفعالية برعاية البنك العربي وبنك الإسكان وبنك صفوة الإسلامي. وبين محافظ البنك المركزي خلال اللقاء بأن البنك المركزي تابع أزمة كورونا منذ مراحلها الأولى في الصين بداية العام الجاري، وأكد بأن المركزي على استعداد كامل للتعامل مع مختلف المعطيات خلال المرحلة القادمة. موضحاً بأن البنك المركزي يراعي في سياساته حفظ التوازن بين سلامة الجهاز المصرفي ومستوى السيولة في السوق وبين مصلحة المواطن الأردني وقطاعات الاعمال. واستكمل فريز بأن آثار أزمة كورونا على الأردن متفاوتة وضمن محاور عدة، مبيناً بأن البنك المركزي سيوظف كل الأدوات الممكنة بما فيها التوسع في برامج التمويل الميسر لضخ السيولة في السوق، وقال فريز بأن انخفاض أسعار النفط قد وفر على الخزينة ما لا يقل عن مليار دينار من فاتورة النفط أو بما نسبته ٥٠% من القيمة الاعتيادية لفاتورة المستوردات من الطاقة. وفي سياق موازٍ، بين فريز بأن البنك المركزي يحتفظ باحتياطي عملات أجنبية يمكنه من تغطية كافة الأنشطة الاقتصادية وأي متغيرات أخرى قد تطرأ. كما أشار إلى توقع انخفاض حوالات المغتربين الأردنيين بنحو 8% هذا العام نتيجة تداعيات ازمة كورونا عالمياً وعلى دول الخليج العربي. وأكد فريز خلال اللقاء على أهمية الاستعادة التدريجية لعجلة الإنتاج ولكن بما يراعي الصحة العامة في الأردن مشيراً إلى أن المركزي لن يدخر جهداً في دعم واستكمال الجهود الحكومية لتسريع التعافي الاقتصادي واستعادة دوران عجلة الإنتاج. وبين بأن البنك المركزي قد أصدر تعليمات للبنوك بإعادة هيكلة القروض بما يتلاءم مع ظروف السيولة التي تعاني منها المنشآت الاقتصادية الوطنية، مشيراً إلى أن البنك المركزي يأخذ جميع أطراف المعادلة الاقتصادية بعين الاعتبار، ويراعي تبني سياسات نقدية تضمن توفير سيولة كافية للقطاع الخاص. وبين في هذا السياق بأنه في حال لجأت الدولة للاقتراض من البنوك المحلية فإن المركزي سيعمل على إدارة السيولة بما يضمن عدم مزاحمة القطاع العام للقطاع الخاص على السيولة المتوفرة في السوق. وأخيراً، أعرب فريز بأن المركزي سيعمل بالتعاون مع الحكومة على متابعة كل ما يمكن فعله بالنسبة لسداد مستحقات القطاع الخاص النقدية. من جهته قال الدكتور إبراهيم سيف المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني بأن اللقاء يأتي نظراً لأهمية دور البنك المركزي في دعم القطاع الخاص ومساعدته على التعافي في ظل الأزمة الحالية، وكفرصة لحوار أعضاء المنتدى مع محافظ البنك المركزي حول أبرز المستجدات. وأشار سيف إلى أن المنتدى قد قام بدعم جهود البنك المركزي والتواصل مع القطاع الخاص حول أبرز مكونات ومزايا البرنامج الوطني للتمويل وضمان القروض لمواجهة أزمة كورونا. وبين عبد الاله الخطيب رئيس الهيئة الإدارية للمنتدى بأن دور البنك المركزي دور فعال في دعم جهود الحكومة في تجاوز الأزمة حيث أنه قام بمجموعة من الإجراءات لضخ السيولة في السوق، مشيراً إلى أن التشاركية بين القطاعين العام والخاص تعد من أهم العوامل المساعدة في تجاوز الأزمة وتفعيل الاقتصاد بالسرعة الممكنة.