منتدى الاستراتيجيات الأردني يعقد لقاء حوارياً بعنوان: كوفيد-19: البعد الداخلي وتأثيره على ديناميكية العلاقات الخارجية
2020-06-22
في لقاء حواري لمنتدى الاستراتيجيات الأردني حول تأثيرات كورونا على الوضع الإقليمي الخطيب: ضرورة بناء شبكة امان عربية وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات الجديدة عبد الخالق: الدولة الوطنية نجحت في التعاطي مع الأزمة سالم: ظروف المنطقة مقلقة وكثير من الدول مهدد بفقدان السيطرة عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني لقاء حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان "كوفيد-19: البعد الداخلي وتأثيره على ديناميكية العلاقات الخارجية"، استضاف فيه الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في دولة الامارات العربية المتحدة، والدكتور بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، وأدار الحوار رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني السيد عبدالاله الخطيب. وتطرقت الجلسة لمجموعة من المواضيع المرتبطة بالتداعيات الإقليمية لفيروس كورونا وأثرها على الظروف الداخلية لدول المنطقة بالإضافة إلى العلاقات بين دول الإقليم. وقال السيد عبدالاله الخطيب بأن الجلسة تعد جزءاً من الجهود التي يقوم بها المنتدى لتكوين فهم شامل حول الابعاد المختلفة لآثار جائحة كورونا. مبيناً أن ازمة كورونا حملت آثاراً متفاوتة على دول المنطقة، فبينما تأثرت بعض الدول بشكل طفيف، إلا أن دولاً أخرى ترتب عليها أعباء جديدة إضافة إلى الأعباء التي كانت تعانيها سابقاً، حيث سيكون الأثر شديداً على الدول التي ترزح تحت الحروب والأزمات. وأضاف بأنه بات من الممكن استقاء الدروس والعبر واجراء مراجعات لمعرفة أسباب نجاح بعض الدول في التعامل مع جائحة كورونا مقابل فشل دول أخرى. وبين الخطيب بأن هنالك ثلاث محددات أساسية حددت قدرة الدول على التعامل مع الأزمة وهي القرار السياسي؛ بمعنى الاعتراف بوجود الازمة واتخاذ قرارات حاسمة لمواجهتها، وثانياً الإدارة الصحية، وأخيراً التعامل مع الملف الاقتصادي. مضيفاً أن الأردن ودولة الامارات العربية كانتا من أنجح الدول في التعاطي مع ازمة كورونا عربياً. أما على المستوى الأردني، أكد الخطيب بأن التبكير في اتخاذ الإجراءات الصحية لمواجهة الجائحة كان أحد أهم أسباب النجاح في احتوائها، وذلك على الرغم من عدم وضوح الاثار الاقتصادية حتى اللحظة والتي تأتي في ظل ضيق الحيز المالي للأردن. وأشار الخطيب إلى أهمية طرح تساؤلات ومحاولات لفهم التغيرات العالمية ما بعد كورونا، حيث شهدت الازمة تحديات كبيرة تواجه المنظمات الدولية، وتنظيمات مجموعات الدول على غرار الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وفي هذا السياق تساءل الخطيب حول إمكانية خروج الدول الوطنية من هذه الازمة بشكل أقوى من تنظيمات مجموعات الدول، وما هي الدروس المستفادة في جانب الإدارة المحلية للازمات والتعاون الدولي في حلها. وأكد الخطيب بأنه يجب النظر إلى المستقبل بصورة جدية وواضحة لتفادي المشاكل القائمة في العالم العربي وتحقيق طموحات وأحلام المواطنين العرب التي وصفها الخطيب بأنها طبيعية ومشروعة وهي لا تختلف عن طموحات مواطني العالم الغربي، مبيناً أن هذا يرتب أعباءً ومسؤوليات على القيادات العربية لخلق فرص عمل وتلبية تطلعات الشباب والمواطنين العرب، والتي تتطلب وجود تظافر اقليمي من خلال بناء شبكة امان عربية وتعاون اقليمي عربي على غرار الاتحاد الأوروبي. من جهته قال الدكتور عبد الخالق عبد الله بأن نموذج الدولة الوطنية خرج من امتحان كورونا بنجاح، حيث بين بأن جائحة كورونا قد اعادت الثقة والاعتبار للدولة الوطنية على حد تعبيره، والتي اعتبرها الخيمة الأخيرة. وبين بأن أداء الدول تفاوت بشكل شديد بالتعامل مع الجائحة إذ تفوقت الدول الآسيوية وبعض الدول الشرقية على الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية. وأضاف عبد الله بأن الدول الخليجية قد تعاملت بنجاح مع الأزمة إذ أظهرت أعداداً منخفضة من الوفيات ونسباً مرتفعة من التعافي الصحي للمرضى، وأعزى ذلك للإمكانيات والبنى التحتية الطبية والصحية المتقدمة في الدول الخليجية. واعتبر عبدلله، بأن دول الخليج باتت اليوم هي مركز الثقل العربي نتيجة تمتعها بدور إقليمي بارز في المنطقة، مضيفاً بأن ازمة كورونا وتراجع أسعار النفط لم تؤثر على النفوذ الخليجي في المنطقة. وقال الدكتور بول سالم مدير معهد الشرق الأوسط في واشنطن بأن أزمة كورونا قد أكدت على أهمية ومحورية الدولة الوطنية، إذ كانت هي الملاذ الرئيسي للتعامل مع الأزمة، وبين بأن مفهوم الدولة الوطنية في العالم العربي يمر بمخاض عسير والذي كان يتجدد كل فترة منذ تأسيس الدولة الوطنية العربية قبل مئة عام. وأكد سالم، على أن ازمة كورونا لم تنتهي بعد مبيناً احتمالية عودة موجة ثانية وثالثة لانتشار الوباء في المنطقة والعالم، وأكد في هذا السياق على خطورة هذه الموجات القادمة على الدول ذات القدرات المحدودة والاعداد الكبيرة من السكان مثل مصر والأردن والمغرب وتونس. وبين سالم بأنه من الضروري تكوين فهم مكافئ لمراحل الازمة بدءاً بالشق الصحي ووصولاً للشقين الاقتصادي والسياسي، حيث أكد سالم على ان التداعيات الاقتصادية قد تؤدي إلى بعض التوترات السياسية رغم النجاح في إدارة الملف الصحي في البداية. وعلى الصعيد الدولي، قال سالم بأن الجائحة أكدت ضرورة التعاون الدولي وتعزيز التنظيم الدولي للتعامل مع الازمات من خلال مقاربة عالمية واضحة، حيث أكد على أن تفكك النظام الدولي حالياً وعدم التوافق الدولي حول العديد من القضايا كان سبباً رئيسياً في انفلات جائحة كورونا وعدم السيطرة عليها، والتي كان من الممكن تفاديها إذا وجد تعاون دولي مبني على أسس سليمة. وقال سالم بأن الحالة التي تعيشها المنطقة مقلقة نتيجة الحروب والصراعات القائمة في المنطقة وضعف اطر التعاون الإقليمي فيها، مؤكداً ضرورة النظر في حل الصراعات وترميم حالة الانهيار التي يعانيها النظام العربي والتحديات التي يواجهها العالم العربي نتيجة التهديدات الإيرانية شرقاً والتهديدات الإسرائيلية غرباً، وذلك قبل النظر في بناء اطر جديدة للتعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي. أمريكياً، أكد سالم بأن جائحة كورونا أثرت بشكل واضح على السباق الرئاسي الأمريكي، حيث أن سوء تعاطي الإدارة الامريكية مع الجائحة وتراجع الأداء الاقتصادي في الولايات المتحدة قد أثر سلباً على حظوظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة الانتخاب كرئيس ورجح فوز المرشح الرئاسي جو بايدن. وأضاف بأن هذه الجائحة سوف تقود الناخب الأمريكي للاهتمام بشكل أكبر في الشأن الداخلي اجتماعياً واقتصادياً وباهتمام أكبر في تبني نموذج رعائي للدولة بدلاً من الاهتمام بالسياسة الخارجية، وهذا سينعكس على اهتمامات الرئاسة الجديدة والكونغرس الجديد. وقال المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني الدكتور إبراهيم سيف بأن الأزمة وإن كانت معولمة ثبت أن حلولها تأتي على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن الدول قد انتقلت إلى مرحلة ثانية في طبيعة العلاقة ما بينها وبين ومجتمعاتها في التعامل مع جائحة كورونا. وأضاف سيف بأنه وفي ضوء انخفاض أسعار النفط عالمياً أصبح الوضع القائم يقتضي بعض الإجراءات الداخلية لإعادة التصحيح من جانب تنويع الاقتصاد وإعادة هيكلته، بالإضافة إلى التركيز على الأبعاد الإنتاجية في الدول. وبين سيف أن جائحة كورونا قد بينت الضعف في بعض القطاعات الإنتاجية التي تغطي حاجة السوق المحلي، وأثرت بشكل ملموس على الإيرادات للدول، مؤكداً ضرورة العمل على تغيير آلية صنع القرار، وإجراء إصلاحات هيكلية، وتغيير الأولويات القطاعية والتي بلا شك سيكون لها بعض التبعات الاجتماعية والسياسية.