اخر الأخبار
جلسة حوارية بالتعاون مع البنك الدولي لإطلاق ورقة سياسات بعنوان "الإنفاق على التعليم، وديناميكيات الالتحاق، وأثر جائحة كوفيد-19 على التعلم في الأردن"
2021-05-06

خلال جلسة حوارية مشتركة بين البنك الدولي ومنتدى الاستراتيجيات الأردني: جائحة كورونا تهدد بإضاعة جهود سنين من العمل الدؤوب لتطوير القطاع التعليمي في الأردن التراجع في مصادر الدخل يؤدي إلى زيادة في أعداد الطلبة المتسربين من المدارس وانخفاض الإنفاق على التعليم   عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني، جلسة حوارية بالتعاون مع البنك الدولي لإطلاق ورقة سياسات بعنوان "الإنفاق على التعليم، وديناميكيات الالتحاق، وأثر جائحة كوفيد-19 على التعلم في الأردن". وقال المنتدى في بيان صحفي الأربعاء إن هذه الفعالية تعتبر الثالثة ضمن إطار شراكة منتدى الاستراتيجيات الأردني والبنك الدولي لإطلاق أوراق سياسات لمراجعة الإنفاق العام في الأردن وذلك بمشاركة عدد من أعضاء المنتدى، والخبراء في القطاع التعليمي، وممثلي المؤسسات الدولية العاملة في الأردن. وأدار الجلسة عضو منتدى الاستراتيجيات الأردني ورئيس المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا وليد تحبسم مشيراً إلى أن هذه الجلسة تأتي لتعزيز ودعم الجهود في تحديد المعيقات التي يمكن تجنبها أو الفرص التي يجب استغلالها لرفع كفاءة التعليم ضمن آلية واضحة خلال المرحلة القادمة مبيناً أن موضوع الجلسة هو غاية في الأهمية كونه يمس كافة فئات المجتمع. وبين الاقتصادي في مجموعة البنك الدولي محمد عودة، أنه تم أخذ البيانات من مسح دخل ونفقات الأسرة للعام 2017-2018 بغرض البحث في مدى الاستفادة من الخدمات التعليمية بحسب الفئة الاقتصادية والاجتماعية، ووضعية اللجوء، والنوع الاجتماعي. كما تم تحليل البيانات المأخوذة من أحدث جولة للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا) بغرض تقييم القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا والمصادر الإلكترونية قبل قدوم جائحة كوفيد-19. مشيراً إلى أن نتائج التحليل أظهرت أن القطاع التعليمي في الأردن يتسم بتفاوتات ملحوظة بين مختلف الفئات الاقتصادية والاجتماعية من حيث الالتحاق والإنفاق على التعليم. كما ويعتبر الوصول إلى الأجهزة الرقمية والاتصال بشبكة الإنترنت المنزلي محدوداً ودون المتوسط في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تشير البيانات المسحية لدراسة أجريت عقب فترة وجيزة من انتهاء الموجة الأولى من الجائحة في الأردن إلى أن التغذية الراجعة الأولية حول أنماط التعلم عن بُعد تعتبر متفاوتة. وبالرغم من الاستخدام الواسع للمنصات الإلكترونية من قبل الطلبة، شكل الاتصال بشبكة الإنترنت عائقاً متواصلاً أمام الوصول الموثوق إلى الخدمات التعليمية. وفي هذا السياق بين عودة أن استجابة الأردن فيما يتعلق بالنظام التعليمي خلال جائحة كورونا -مقارنة بالاقليم والعالم- كانت على مستوى عال من التميز؛ حيث أصدرت الحكومة خطة طوارئ سريعة لتطوير منصات شاملة للتعليم عن بعد. من جانبها قالت مايا تشابك المحللة في مجموعة البنك الدولي، أن البنك الدولي قد قام في هذه الدراسة بتطوير أداة لتقدير التأثيرات الضارة للجائحة على تعلم الأطفال، مبينة أن النتائج تشير إلى أن الجائحة قد أثرت بصورة سلبية على تعلم الطلبة على عدة أصعدة، ومن ضمن ذلك الإغلاق المتكرر للمدارس والتراجع في مصادر الدخل الأسرية، كما أن إغلاق المدارس ترك أثراً مباشراً على تعلم الطلبة بسبب تعليق التدريس الصفي الوجاهي وتقليص الزمن المخصص للتدريس بشكل ملحوظ وذلك بسبب المحددات التي يفرضها التعلم عن بُعد. واستكملت تشابك، أن التراجع في مصادر الدخل الأسرية قد يؤدي إلى حدوث زيادة في أعداد الطلبة المتسربين من المدارس وانخفاض الإنفاق على التعليم على المدى الطويل. وأوضحت تشابك إلى أن أداة المحاكاة التي تم تطويرها في الدراسة حللت طول المدة الزمنية لإغلاقات المدارس والأثر المحتمل على التعلم جراء الصدمات التي أضرت بمصادر الدخل. مشيرة إلى أن نتائج المحاكاة بينت حدوث انخفاض ملموس في سنوات التعليم المدرسي المعدلة حسب التعلم والعلامات في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة في المستقبل، الأمر الذي يوضح أن الجائحة تهدد بإضاعة جهود سنين من العمل الدؤوب لتطوير القطاع التعليمي في الأردن. وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور محي الدين توق، إلى أن الأثر السلبي التي تسببت به جائحة كورونا على القطاع التعليمي في الأردن سيمتد إلى مختلف القطاعات الأخرى على المدى البعيد؛ مشيراً إلى ضرورة تبني طريق واضح المعالم يتلائم مع سرعة التغير في المعطيات من خلال اعتماد نموذج تعليمي أكثر مرونة؛ كما أكد توق بأن استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية يعد فعالاً وضرورياً في المرحلة المقبلة والذي من شأنه أن يحسن من نوعية التعليم ليصبح أكثر منعة وتكيفاً من الناحية المالية. وأعربت المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد الدكتورة تمام منكو، إلى أن العائد على التعليم في الأردن يعتبر منخفض مقارنة بالدول الأخرى، مشيرة إلى أن نسبة ارتفاع العائد على أجور العاملين في الأردن تتراوح بين 1.5%-2.3% كلما زادت سنوات التعليم الإضافي، وهو أقل من المتوسط العالمي الذي يبلغ 10%، وهو ما سيؤدي إلى زيادة معدلات التسرب في التعليم؛ مشيرة إلى أن التقديرات تشير إلى أن ذلك سيؤدي بالنتيجة إلى خسارة الاقتصاد الأردني حوالي 2.7 مليار من (القيمة الحالية للأرباح مدى الحياة). كما أكدت منكو على ضرورة التركيز على الطلبة المنتمين للطبقات الاجتماعية الأقل حظاً وتقليل الفجوة التعليمية للارتقاء بنظام تعليمي أكثر شمولية وانصافا لكافة طبقات المجتمع؛ والتركيز على مخرجات التعليم باستمرار والبقاء على صلة بآخر التطورات في القطاع التعليمي، وربطها بحاجة السوق المحلي لتواكب التغيرات التكنولوجية والاجتماعية التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة. وقال مدير العلاقات الدولية والمؤتمرات في مؤسسة البكالوريا الدولية، هيف بنيان أن أثر جائحة كورونا على التعليم كان مشتركاً في جميع مدارس العالم سواء الحكومية منها والخاصة، مشيراً إلى أن العديد من المدارس في الدول المتقدمة قد واجهت نفس الصعوبات في الحصول على التكنولوجيا والإنترنت. مبيناً أن استجابة الأردن السريعة منذ بداية الجائحة كانت مميزة، وذلك بتطوير منصة "درسك" وأتمتة المناهج وتطوير نظام التعلم عن بعد.  واستكمل بانايان: علينا أن ننظر إلى التعليم كأولوية قصوى والاستفادة من تجارب الدول الأخرى وأفضل الممارسات العالمية في هذا النطاق؛ للوصول إلى التفاعل الإيجابي ما بين المعلم والطلاب، ونظام تعليمي أكثر مرونة يتيح إمكانية التواصل دون الاعتماد على التفاعلات الوجاهية فقط. وأكد المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني الدكتور إبراهيم سيف، على ضرورة رفع كفاءة الإنفاق العام على قطاع التعليم بهدف تحسين البنية التحتية للنظام التعليمي وتهيئة كافة المستلزمات المادية والفنية واللوجستية المطلوبة لتحقيق الترابط والتكامل فيما بينهما، لما له من أهمية في تقليل الفجوة التعليمية بين الطلبة المنتمين لمختلف الطبقات المجتمعية، وتطوير نظام تعليمي يتماشى مع حاجات الاقتصاد ويرفع من كفاءة المعلمين، والقدرات المؤسسية للجهات العاملة في القطاع. ودار نقاش ما بين الحضور حول أثر جائحة كورونا على النظام التعليمي في الأردن، وكيفية تعزيز وتطوير العملية التعليمية للتقليل من الآثار السلبية للجائحة على أداء الطلبة.